Tuesday, January 31, 2012

لا تتركني

اشتد المطر , الكل يجري مسرعا ليلحق بالميني باص الاجرة, او يحتمي بمدخل عقار , احكمت قبضتها عليه ,فهو املها لتصل الي المنزل راحت خواطر سوداء تجول برأسها ,ماذا ان سقط و ضاع منها,هل تجد غيره ,ربما ان بحثت هنا...لا ,لا فائدة فهي تعرف جيداً انه الاخير ,كلما فكرت كلما زاد احكام قبضتها عليه , قطرات المطر تزداد , آه لااا ..,كادت تتعثر في ذلك الحجر اللعين ,و كاد يقع و يقع معه قلبها ,"الحمدلله جات سليمة" ,هكذا اضاف الرجل الواقف على جانب الطريق, عدلت ملابسها و حقيبتها و بدأت تستأنف السير , زادت سرعتها فهي لا تستطيع تحمل حادثة اخرى فهي تعلم انها قد تعلق في وسط الطريق ولا رصيد معها لتتصل بأحد, ولكنها اصبحت اكثر تنبهاً لموطأ قدميها , كادت تصل للمحطة,,,,,"بييييييييييييب" صوت البوق الحاد و الكشافات العالية فاجآها اعمي عينيها و آلم آذانها , "متفتحي يا أبله " ,,انعقد لسانها من فرط الصدمة كادت السيارة ان تفتك بها , , "يا رب" همست بها و هي تعبر الشارع الذي يفصلها عن المحطة , عبرته بسلام هذه المرة , تكاد ان تتوسل له ان لا يسقط فهي ثوان و يصبحا في امان ,"مترو..متروو..مترو" هاهي العربة ,,جرت مسرعة نحوها و صعدت السلم العالي, "السلِّم لو سمحت" !....حانت لحظة الفراق , ضغطت عليه للمرة الاخيرة قبل ان تعطيه للتبّاع ,و كأنها لا تريد ان تفرط فيه بعد كل ما عانياه سوياَ, لكن لا محالة .."الاجرة يا أبلة ,جنيه" افاقت على كلمات الفتى, اعطته اياه و هي تودعه في سرّها
"يلا اللي نازل مترو"